والسواحل وإلى نواحى بلاد حمص وحصن الأكراد وسواحل عكّا وطرابلس. ودخل فى ركابه الشريف أعيان الناس إلى دمشق
ثمّ أجمع رأيه الشريف أن يجمع بين الأجرين، ليفوز بالحسنتين. فعزم على الحجاز الشريف من دمشق المحروسة، وهى أوّل حجّاته المبرورة، ومساعيه المشكورة. وترك الأمير سيف الدين أرغون النايب يومئذ بالأبواب العالية من الديار المصريّة مقيما بدمشق المحروسة، وكذلك الأمير سيف الدين تنكز ملك الأمرا بالشأم المحروس. وكانا يجلسان جميعا ويحكمان بين الجيوش المنصورة، المصريّين والشأميّين. وتوجّه فى ركابه الشريف الأمير سيف الدين بكتمر الحسامىّ بحكم انتقاله من الوزارة إلى الحجبة قبل هذا التأريخ، وتولّى الأولة بالأبواب العالية، وخرج فى الركاب الملك بن العنام، وهى الوزارة الأولة بالأبواب العالية، وخرج فى الركاب الشريف وزيرا مستقلاّ. وكان من قبل مستوفى الصحبة الشريفة. وأقام أيضا بدمشق بسبب تحصيل الأموال الديوانيّة. وتوجّه فى خدمة الركاب الشريف القاضى كريم الدين الكبير. والقاضى علاء الدين بن الأثير صاحب ديوان الإنشا الشريف، والقاضى فخر الدين ناظر الجيوش المنصورة، والقاضى شمس الدين غبريال، وفوّض إليه أمر الإقامات وتدبير الأحوال فى طريق الحجاز الشريف. فلمّا كانت العودة رتّب ناظر النظّار بالشأم المحروس واستمرّ كذلك حتى انفصل بكريم الدين الصغير حسبما نذكر من ذلك فى تأريخه
وكان لمّا حلّ الركاب الشريف بدمشق المحروسة فى التأريخ المذكور قد زيّنت دمشق زينة عظيمة، وكذلك ساير مدن الشأم والحصون والقلاع.
وحصل للناس من الفرح والسرور ما يضيق عن بعض وصفه هذا المختصر.