للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرجت الجيوش الشأميّة مع أمرايها، وقبّلوا الأرض عند الجسورة.

ونزل الركاب الشريف على مصطبة السلطان. ومدّ خوان (٢) عظيم عمّ على الخاصّ والعامّ. وقدّم القاضى نجم الدين بن صصرى قاضى القضاة بالشأم المحروس ألف رأس غنم شوا وألف طبق فاكهة وثلاثة ألف علبة حلاوة، وقدّم خمس حجورة، ثلاثة من خيل العماد وثلاث من بنات الفارة أصلهم من خيول صاحب حماة، وقدّم (٦). . . ثوب أطلس وكمخا ومروزىّ وكنجى وغير ذلك، وثلاثة مماليك وجاريتين كالبدور الطلع، وكذلك قدّموا كبار دمشق مثل عزّ الدين بن القلانسىّ وكمال الدين بن الزملكانىّ ونظراهم شيئا كثيرا جدّا (٩). وبسط الأمير سيف الدين تنكز ملك الأمرا مع جماعة الأمرا الشأميّين من قصر حجّاج إلى باب الميدان الثياب المثمّنة النفيسة، وكان يوما مشهود، لم يرا مثله مذ كانت الوجود، وأقام ركابه الشريف بدمشق (١٢). . .

وعاد من الحجاز الشريف فى التأريخ المذكور، وقد غمر أهل الحجاز بالبرّ والمعروف، ونفق فى الصدقات المبرورة آلاف الألوف، وذلك لم يزل منه مشهود ومعروف. وكان فى مدة غيبة ركابه الشريف بالحجاز الشريف قد ضاقت بالعساكر الأقطار، وتحسّنت من كثرتهم فى ساير الأصناف الأسعار، حتى بلغ الحمل التبن ثلاثين درهما وأكثر. ولولا تفرّقهم فى جميع تلك الأماكن المذكورة كان السعر بخلاف ذلك.

وعاد الركاب الشريف من الحجّ المبرور والسعى المشكور، وقد فعل من المعروف ما عاد مذكور، إلى آخر الدهور. وكان دخوله إلى دمشق


(٢) خوان: اخوان
(٦) بعد «وقدم» بياض لكلمة واحدة، لعلها اسم رجل
(٩) شيئا كثيرا: شى كثير
(١٢) بعد «بدمشق» بياض لنصف سطر