العساكر، وخرجت السلحداريّة، وطردوا الخيول من على المرابط. وقد سيّر البريد إلى الشأم مع جميع الممالك الإسلاميّة بخروج الجيوش للغزاة، وكذلك بتحصيل الإقامات لأجل حركته. -فقال خدابنداه: أيش تقول، يامير شمس الدين؟ قال: الله يحفظ القآن، جميع ما قاله صحيح وجاتنى الأخبار بذلك، وصاحب مصر ملك جسور، والأموال عنده كثيرة.
وجيوشه مزاحة الأعداد. ولا بدّ ما يفعل الله أمرا كان مقدورا. -قال:
فانكسر قلب الملك من ذلك الوقت، وتحقّق أنّ جيوشه تضعف عن الملتقى، على أن كان هذا خدابنداه ليس من رجال الحروب، وإنّما كان صاحب شراب ولذّة ومنادمة. ولولا حملوه واستحى لا يريهم من نفسه العجز لما كان تحرّك بحركة. قال الناقل: فقال لصاحب ماردين: ما عندك من الرأى؟ نلتقى صاحب مصر وخيل المغل ضعاف ونخشى الغايلة؟ -فعلم صاحب ماردين أنّه قد داخله الهلع، فقال: الله يحفظ القآن، ننزل على الرحبة ونحاصرها ونريح الخيول وإلى ما يجينا صاحب مصر ورأى القآن المصلحة فى العود إلى البلاد رجعنا. ويكون ذلك أيضا ممّا يضعف المصريّين. فإنّ كلّ حركة عليهم ينفدوا فيها جمل أموال. فإنّ كلفتهم أكثر من كلفتنا. وإذا عزم القآن فى العام القابل نكون نحن أقوى منهم. - قال. واتّفق رأى الملك خدابنداه مع رأى صاحب ماردين على ذلك
ثمّ إنّهم ساقوا وعدّوا الفراة ونزلوا على قلعة الرحبة سبع حلق، فكان آخر حلقتهم منزلة قباقب، وذلك فى مستهلّ شهر رمضان المعظّم.
وكان صاحب سيس قد أحضر شيئا كثيرا (٢٠) من التقادم للملك خدابنداه