للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخرجون منها ويقصدون الديار المصريّة والحصون من القلاع الشأميّة حتى بلغ الحمل إلى ديار (٢) مصر ألف درهم نقرة ولا يلتقى. وأخرجت أمرا الشأم نساهم وحريمهم وطلبوا الديار المصريّة، وكذلك كبار الدماشقة. ولم يبق فى دمشق إلاّ من عجز عن الحركة أو من قوّى نفسه واتّكل على الله خالقه، فكان عقباه إلى السلامة وعدم الغرامة وتوفّر من الخوف والتعب

قلت، وممّا أحكيه بالمعاينة دون الإخبار: إنّ العبد كان فى ذلك الوقت عند الوالد رحمه الله بدمشق وجميع الأهل كذلك. فلمّا وقع هذا الجفل حصل للنسا الخوف العظيم. فإنّهم مصريّين ولا يعرفون الجفل ولا التتار.

فلمّا رآهم الوالد كذلك أجمع الرأى على إنفاذهم إلى قلعة صرخد. فتوجّهوا إليها، واستمرّينا نحن ننتظر ما يكون من فعل الله عزّ وجلّ

هذا والبطايق تصل على أجنحة الحمام من الرحبة يخبرون بما هم فيه من شدّة الحصار وعظيم القتال. ولم تزل البطايق واصلة إلى العشر الأخير من شهر رمضان انقطعت البطايق. فظنّ أنّ التتار قد أخذوا القلعة، فحصل عند الناس من الألم ما علمه الله تعالى. وعادوا الناس ينتظرون الفرج فى حضور الركاب الشريف السلطانىّ أعزّ الله أنصاره، وما يتجدّد من الأخبار السارّة

هذا والعرض واقع بالديار المصريّة، وقد وصلت أوايل الجيوش إلى غزّة، والاجتهاد عمّال. وإنّما حصل القلق من الشأميّين، ومولانا السلطان يفعل ما يراه من مصالح الجيوش، وأورى فى هذه العرضة من القوّة والنهضة (١٩) والخيول والسلاح وكثرة الجيوش ما كسر به قلوب التتار لمّا بلغهم ذلك.


(٢) ديار: دياصر؟؟؟
(١٩) والنهضة: والنهظة