للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فطرب ذلك الشيخ طربا جيّدا وقال: أحسنت والله، يا إبراهيم. -قال: فو الله لقد داخلنى من الحنق أن أضرب العود فى رأسه. ثمّ استرجعت، فقال: زدنى، يا إبراهيم (٣)! -قال: فقلت فى نفسى: اصبر على هذا الشيخ الجاهل فى هذا اليوم واجعلها أحنفيّة! قال: ثمّ غيّرت الطريقة التى كنت عليها وضربت استبداء مقترحا (٥) وغنّيت <من الكامل>:

الحبّ أوّل ما يكون مجانة (٧) ... تأتى به وتسوقه الأقدار

حتى إذا سلك الفتى لجج الهوى ... جاءت أمور لا تطاق كبار

نزف البكاء دموع عينك فاستعر ... عينا لغيرك دمعها مدرار

من ذا يعيرك عينه تبكى بها ... أرأيت عينا للبكاء تعار

قال: فتمايل الشيخ طربا ونعر ارتياحا وقال: أحسنت والله، يا با إسحق. - قال: فقلت: رجع الشيخ عن إساءته. -ثمّ قال: لعلّ إحسانك فى الازدياد. -قال: فقلت: حبّا وكرامة. -ثمّ غيّرت الطريقة وانتقلت إلى غيرها وغنّيت <من البسيط>:

يا مورى الزّند قد أعيت قوادحه ... اقبس إذا شئت من قلبى بمقباس

ما أقبح الناس فى عينى وأسمجهم ... إذا نظرت فلم أبصرك فى الناس

قال: فقال: مليح والله. فهل لا أكافئك على إحسانك؟ -قال: فقلت فى نفسى: وما عسى أن يكون فى قدرة هذا الشيخ الأحمق لى فى المكافأة؟ - قال: فقلت: بلى والله، يا عمّ. -قال: فتناول العود وسارّه شيئا (١٩)


(٣) إبراهيم: ابرهيم
(٥) مقترحا: مقترح
(٧) مجانة: بالهامش «نسخة: لجاجة»
(١٩) شيئا: شى