للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال مجاهد: جاء إبليس وذكر ألفاظا رقيقة معناها يقول (من البسيط):

يا عين أبكي على زهراء طاهرة ... نقيّة العرض من عار ومن دنس

خود مكرّمة في الخلد زاهرة ... كأنّ غرتّها المصباح في الغلس

ماتت ومات التّقيّ المصطفى فأرى ... الجنّات موحشة من جيرة الإنس

فقالت حوّاء: من هما؟ فقال: أنتما. فخافا. فحلف لهما لإن لم يأكلا من هذه الشجرة ليموتنّ، وحلف لهما سبعين يمينا، فذلك قوله:

{وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ}. قال مقاتل: فأخذت حوّاء من الشجرة خمس حبّات، فأكلت اثنتين وأخفت ثلاثا، قال: فلذلك صار النساء يسرقن. وفي رواية عنه: إنّها أخذت سبع حبّات، فدفعت إلى آدم (٣٤) حبّتين، وقالت: إنّما أخذت واحدة، فلذلك صار للذّكر مثل حظّ الأنثيين. وقال مقاتل أيضا: تقدّمت إلى الشجرة فأكلت منها، ثمّ قالت: يا آدم، قد أكلت فلم يضرّني، فتقدّم فأكل.

وحكى <أبو إسحاق> الثّعلبيّ، رحمه الله، في تفسيره عن سعيد بن المسيّب: أنّه كان يحدث ويحلف بالله، لا يستثنى أن آدم ما أكل من الشجرة وهو يعقل، ولكن حوّاء سقته الخمر حتّى سكر، ثمّ قادته إلى الشجرة فأكل منها.