وتاب الله عزّ وجلّ، على آدم بعد مضيّ مائة عام، وقيل: أقلّ. ثمّ أتاه جبريل، عليه السلام، وعلّمه الكلمات، وهي: لا إله إلاّ أنت، عملت سوءا وظلمت نفسي، فاغفر لي وأنت خير الغافرين.
وعلّمه استخراج الحديد وسبكه، وعمل العدد، والزراعة والتسبّب فيما يأكله في دوابّ البحر ودوابّ البرّ، وما يتجنّبه. وأمره بالمشي إلى مكّة، فكان موضع قدمه عمرانا، وما بينهما مفازة.
وأتا إلى جدّة، وإذا بحوّاء تبكي، فقال: هذا عملكي.
وقيل له: إيت الكعبة وطف بها. فتلقّته الملائكة في الأبطح، فقالوا له: حيّاك الله، يا آدم، لقد طفنا بهذا البيت قبلك بمائة ألف عام. وعلّمه جبريل المناسك، وأنزل عليه إحدى وعشرين صحيفة، وفرضت عليه الصلاة والزّكاة والاغتسال من الجنابة والوضوء والصوم، وزرع وحصد وعجن وخبز. وقيل له: دأبك أنت وذرّيّتك، فقال: يا ربّ، ما بلغت هذا إلاّ بشقّ النفس، فقال: هذا بخطيّتك.
وعوقبت حوّاء بعشر خصال: بوجع العذرة، وطلق المخاض، ووجع الولادة، والحيض، وحزن الموت، وقناع الرأس، والملك تحت أيدي الرجال، والوله عند المصيبة، وتكون أسفل من الرجل وقت الجماع.