وعوقب آدم بنقصان طوله وحسنه ولونه، وخوفه من السباع (٤٤) بعد أن كانت تخافه، وحكم عليه وعلى ذرّيّته بالموت.
وعوقبت الحيّة بقصّ جناحيها، وعدم يديها ورجليها، وأن تمشي على بطنها، وشقّ لسانها، وأعدمها نطقها، وخوّفها من الناس، وجعل غذاءها التراب.
ثمّ إنّ آدم، عليه السلام، غشي حوّاء فولدت له قابيل وتؤمته، ثمّ ولدت له هابيل وتؤمته <قليما>. وكانت ولادتها ذكرا وأنثى في كلّ بطن. وكان اسم تؤمة هابيل: لبودا.
وشغل قابيل بالحرث، وشغل هابيل برعي الغنم. ثمّ أمر آدم أن يزوّج قابيل من أخت هابيل، فظنّ قابيل بأخته وقال: أنا أحقّ بأختي منه، فأمرهما آدم أن يقرّبا قربانا، فأيّهما يقبل قربانه كان أحقّ بها من صاحبه، فرضيا بذلك. فقرّب هابيل أسمن كبشا كان في غنمه، وقرّب قابيل أرذل ما كان في زرعه، وكانا بمنا يوم الجمعة، فجاءت النار إلى القربان، فحملت كبش هابيل ولم تقبل قربان قابيل.
فأغضبه ذلك، وعزم على قتله، فلم يدر كيف يقتله. فعمد إبليس إلى طائر فرضخ رأسه بحجر فقتله. فأغفل قابيل هابيل حتّى نام عند غنمه وهي ترعا، فحمل حجرا فطرحه على رأسه فقتله:{فَأَصْبَحَ مِنَ النّادِمِينَ}.