{اِثْنَيْنِ} من سائر المخلوقات، ففعل ذلك. وكانت الطبقة السفلى للدوابّ والأنعام والوحوش، والثانية للطعام والشراب. وحصل معه جسد آدم وكان في تابوت من خشب. وكانت الطبقة الثالثة له ولبنيه وكنائنه ولمن آمن معه، وكانوا ثمانون نفسا. وحملت الملائكة إلى السفينة تابوت آدم، عليه السلام، من تهامة.
وكان في السفينة معهم فليمون الكاهن-كاهن مصر-لأنّه كان حضر رسولا من قبل ملك مصر إلى الدرمشيل يأمره أن يمنع نوحا من التعرّض إلى الأصنام، فآمن بنوح وركب (٥٤) معه في السفينة وبعض الذين آمنوا به من ولد أبيه وجدّه إدريس.
ولمّا اتّصل الخبر بدرمشيل الملك أن نوحا ركب السفنية ومن معه وحمل زاده، ركب الملك في جميع خاصّته وأرباب دولته، وأتاه فناداه، فاستجاب له، فقال: وأين الماء الذي يحمل سفينتك هذا؟ قال: هو يأتيك في موقفك الذي أنت به؛ وكان الملك قد عزم على إحراق السفينة وسائر من بها. فقال الملك: وهذا أعجب: إنّك تقول: إنّ الماء يكون في أرض يبس فيكون غمرا حتّى يحمل هذه السفينة العظيمة! إنزل منها، ويحك أنت ومن معك، وإلاّ أحرقكم بالنار أجمعين. فقال له نوح: ويلك، ما أشدّ إغرارك بالله عزّ وجلّ. عجّل بالإيمان واخلع الأنداد تسلم وترشد، وإلاّ فالعذاب واقع بك وبمن معك.
فبينما هما في المحاورة، إذ أتاه من أخبره أن امرأة كانت تخبز في