وملأه بالماء، وحصر عليه جزءا من البخار الرطب، فعاد الخلق يشربون منه، وهو لا ينقص شيئا، وهو هناك إلى وقتنا هذا، وهذه رواية المسعوديّ عن هذا الحوض الذي بالهند وأنّه شاهده بعينه.
وقيل: إنّ عديم دفن في إحدى المدائن ذوات العجائب، وإنّه ملك مائة وأربعين سنة.
وذكر قوم من القبط أن ناؤوس عديم في صحراء قفط على وجه الأرض، <وهو> قبّة عظيمة من زجاج أخضر برّاق، معقودة على ثمان أرماح من زيها، وعلى رأس القبّة كورة من ذهب، وعليها طائر من ذهب، موشح بجوهر، منشور الجناحين، يمنع من الدنوّ منها، وهي في علوّ مائة ذراع سوداء. وجعل جسده في وسط القبّة على سرير من الذهب مشبّك باللؤلؤ العظيم القدر، وهو مكشوف الوجه، عليه ثياب منسوجة بالذهب (٩٧)، مفصّلة بالجوهر الثمين. والآزاج مفتّحة، طول كلّ أزج ثمانية أذرع. والقبّة تلقي شعاع خضرتها على ما حولها من الأرض.
وجعل حوله في القبّة مائة وسبعين مصحفا من مصاحف الحكمة، وتسع موائد، منهم مائد حمراء من ياقوت أحمر، وأوانيها منها. ومنهم مائدة