أيّام، لا يصنعون صنعة ولا يفتحون لمعيشة. وكان هذا الملك يكفيهم في هذه المدّة سائر ما يحتاجون إليه من أكل وشرب. وكان يزعم أنّ هذه السبعة أيّام خدمة للسبع كواكب. وإذا انقضت أخلع على سائر الناس أجمعين، وغيّر جميع لباسهم على أقدار منازلهم ومراتبهم عنده.
وفي زمانه بنيت البهنسا. وكانت له زوجة مغري يحبّها تسمّى بهاء النساء؛ فبنا هذه المدينة لها، وسمّيت باسمها. وأقام بها أسطوانات، وجعل فوقها مجلسا من زجاج أصفر محكم، وعليه قبّة من ذهب إبريز، فكانت الشمس إذا طلعت ألقت القبّة شعاعها على المدينة، فتكون المدينة كلّها صفراء.
ويقال: إنّه ملك ثمان مائة وثلاثين سنة، ودفن في إحدى الأهرام الصغار القبليّة، ودفن معه من المال (١٠٤) والجوهر والعجائب شيء كثير.
ويقال: إنّ هذا الملك بنا في شرقيّ الصحراء مدينتين ونسبهما إلى هرمس، أي: عطارد. وجعل فيهما من العجائب ما يطول شرحه، أضربت عنه لطوله.
وقرأت في تاريخ عتيق أنّ رجلا أتا عبد العزيز بن مروان، وهو أميرا