بمصر، فعرّفه أنّه تاه في صحراء الشرق، وأنّه وقع بمدينة خراب وأنّه وجد فيها شجرة تحمل كلّ صنف من أصناف الفاكهة، وأنّه أكل منها وتزوّد، وأتا معه بشيء من فاكهة لم تكن في أوانها. فقال له رجل من قبط مصر:
هذه إحدى مدينتي هرمس، وفيها كنوز عظيمة. فوجّه عبد العزيز صحبة ذلك الرجل أقواما وزادا وماء، وأقاموا يطوفون تلك الصحارى شهرا كاملا، فما وقعوا لها على أثر.
ولمّا هلك هذا الملك قام بالأمر بعده ولده الشاد. وولي الشاد الملك وهو غلام وله من العمر خمسة وأربعين سنة. وكان جبّارا معجبا طمّاع العين، فافتتن بامرأة من نساء أبيه، وانكشف أمره معها. وكان أكثر همّه اللهو واللعب، وجعل تدبير ملكه إلى وزير كان له، واشتغل بلهوه.
ورفض العلوم والهياكل والنظر في مصالح الناس. وصنع له قصور من خشب مموّهة بالذهب، وجعلها على أطراف النيل، وكان يتنزّه عليها.
وولّد من الشجر والفواكه شيء كثير. وأنفد أكثر الأموال والذخائر جوائز لأرباب اللهو. وكان الخاصّة به متسلّطون على أموال الناس وحريمهم.
وقتل من الناس خلقا كثيرا في شرح طويل، فاحتالوا عليه حتّى سمّوه في طعامه، فهلك وهو ابن مائة وعشرين سنة، وكان ملكه خمسة وسبعين سنة.
وأوصى بالملك بعده لولده صا، وهذا الاسم على اسم عمّ جدّه