أوّلا. وأكثر القبط تزعم أنّه صا بن مرقويس، وهو أخو الشاد الملك، ليس ولده. فملك وهنّأه الناس بالملك، فوعدهم بالإحسان إليهم والنظر في حالهم. وسكن مدينة. . .، وأظهر العدل والإحسان، وعمل العجائب، وقرّب العلماء والكهنة ونفى الملهبيّين، (١٠٥) ونصب العقاب الذي كان أبوه عمله، وشرّف هيكله. وعمل في منف مرآة يرا منها الأوقات التي تخصب فيها بلده، والأوقات التي فيها تجدب. وبنا بداخل الواحات مدينة عظيمة، يقال لها: طرطورة. وجعل فيها من العجائب ما يضيق حصره. وصنع خلف الجبل المقطّم صنما يقال له: صنم الحيلة.
وكان كلّ من تعذّر عليه أمرا يأتيه فيبخّره ببخوره، فيبيّن له أمره.
ويقال: إنّه الذي بنا المدينة النحاس التي وقع عليها موسى بن نصير في زمان بني أميّة لمّا قلّد المغرب، فلمّا دخل مصر أخذ على الواح الأقصى بالنجوم. وقد كان وقع عندهم علم منها، فأقام سبعة أيّام في مهامه ورمال وصحاري بين سمت الغرب والجنوب. وظهرت لهم مدينة فيها حصن، وأسوارها من نحاس وأبوابها كذلك. فأقصد إليها الرجال ليقفوا على ما فيها، وتسوّروا بالحيلة العظيمة على سورها لمّا أعيا فتح أبوابها.
فكان من على على سورها ورآها صفّق بيديه وأهوى بنفسه إليه، ثمّ لم