وأمر الناس باتّخاذ الفارة من الجندل. وجيّش الجيوش، وصنع الفلك في البحر، ولقي جموع البربر، فقتلهم وهزمهم واستأصل أكرهم، وبلغ إلى إفريقيا وإلى ناحية الأندلس، ووقع بصاحب إفرنجة، فحاربه شهرا، ثمّ طلب صلحه، وأهدا إليه هدايا عظيمة <تليق> بملك عظيم، حتّى رجع عنه. ووصل بالأمم المتّصلة بالبحر الأخضر، ودخل في طاعته أكثرها. ووصل إلى أمّة لهم أنياب بارزة من أفواههم، وحوافر كالخيل، وقرون في رؤوسهم، فقالتهم وهزمهم إلى التخوم المظلمة.
والقبط تذكر: أنّه رأى سبعين أعجوبة من مخلوقات الله، عزّ وجلّ، ممّا يطول الشرح في وصفهم، فأضربت عنهم للاختصار، إذ القصد: سياقة التاريخ، ملك بعد ملك من ملوك مصر، منذ بدء الدنيا وإلا آخر ما يقف عليه وعنده هذا المختصر، إن شاء الله تعالى، بمعونة الله وحسن توفيقه.
وأقام ماليك هذا مؤمنا بالله تعالى، لا يشرك به غيره، بريئا من عبادة الكواكب وللأصنام والبقر، لا يعبد إلاّ الله وحده، لا شريك له، موقنا