المدينة. ولمّا (١١٦) انتهت المدينة، وأنفذ جميع ما كان معه من الأموال على بنائها-وهي الإسكندريّة الثانية-بعد ما رحلت عنها الصادية وخربت.
وكان كلّما بناها خرجت دوابّ من البحر فيهدمونها. فأقام على ذلك مدّة طويلة وهو لا يوري نفسه عجزا. وكانت حوريا قد نفذت إليه في حملت أقامتها له بألف رأس من المعزى اللبون، تستعمل ألبانها في مطبخه.
فكانت مع راع له يثق به. فكان ذلك الراعي يطوف بها ويرعاها هنالك.
وكان إذا أراد <أن> ينصرف بها وقت العشاء، خرجت إليه من البحر جارية حسناء، تشوّق نفسها إليه. فإذا كلّمها شرّطت عليه أن تصارعه، فإن صرعها كانت له، وإن صرعته أخذت من تلك المعزى رأسين. وكانت على طول الأيّام تصرعه وتأخذ الغنم، حتّى أخذت أكثر من نصفها، وتغيّر باقها لتعلّق الراعي بحبّ الجارية وشغله عن رعيتها.
فمرّ به صاحبها، فسأله عن حاله، وكيف نقص غنمه، وهزالها.
فخبّره بخبره وخبر الغنم والجارية خوفا من سطوته. فقال: أيّ وقت تخرج إليك؟ فقال: قرب المساء. فلبس الملك ثياب الراعي، وتولّى