وقيل: إنّ جيرون-وقيل: بل هو حمرون المقدّم ذكره، وقيل: بل هو الوليد بن دومغ-وجد ملعبا مستديرا وحوله تسعة عمد، على رأس كلّ واحد تمثال. فقرّب لكلّ واحد تمثال. فقرّب لكلّ تمثال ثورا سمينا، وألطخ العمد التي تحتهم بدم الثور، وبخّره بشعرة من ذنبه وشيء من نحاتة فقرونه وأظلافه. وقال له: هذا قربانك، فأطلق لي ما عندك فظهر له لوح من صفر منقوش عليه: إذا أنت فعلت ذلك، فقس من جهة كلّ تمثال مائة ذراع من الجهة التي هو متوجّه إليها، واحفر. وليكن ذلك في اجتلاء القمر واستقامة زحل. فإنّك تنتهي بعد خمسين ذراعا إلى بلاطة عظيمة، فألطخها بمرارة ذلك الثور الذي قرّبته لذلك التمثال، واقلعها. فإنّك تنزل منها إلى سرب طوله خمسون ذراعا، في آخره خزانة مقفلة، ومفتاح القفل تحت عتبة الباب. فخذه وألطخ الباب ببقيّة مرارة ذلك الثور ودمه، وبخّر بنحاتة قرونه وأظلافه وشعره، وادخل الباب، فإنّه يستقبلك صنم في عنقه لوح صفر معلّق، مكتوب فيه جميع ما في الخزانة من مال وجواهر وتمثال وآنية وأعجوبة. فخذ ما شئت، ولا تعرض ميّتا تجده ولا ما عليه. وكذلك فافعل بكلّ عمود منهم وتمثاله. وهؤلاء خزائن نواويس سبعة من (١١٨) الملوك وكنوزهم. فلمّا سمع ذلك وامتثله، فوجد ما لا يدرك وصفه،