ووجد من العجائب شيئا كثيرا، فتمّ بناء الإسكندريّة من ذلك المال. فلمّا بلغ حوريا ذلك ساءها؛ وإنّما أرادت إتعابه في غير بلوغ قصده، وإهلاكه بالحيلة عليه.
وذكر أنّه وجد فيما وجد من العجائب بهذه الخزائن: درج ذهب مختوم، فيه مكحلة زبرجد، فيها ذرور أخضر، ومعها عروق جوهر أحمر.
من اكتحل من ذلك الذّرور وكان أشيب، عاد شابّا واسودّ شعره ولحيته وأضاء بصره حتّى يدرك النظر إلى أصناف الروحانيّات. ووجدوا تمثال نمس من ذهب إذا ظهر من صندوقه تعتّمت الدنيا وأمطرت. وكذلك غراب من حجر أسود إذا سئل عن شيء صوّت وأجاب عنه. وقيل: إنّه كان في كلّ خزانة عشر أعجوبات.
فلمّا فرغ من بناء المدينة، وجّه إلى حوريا يعلمها بذلك ويحثّها على الحضور إليه. فأنفذت إليه فرشا فاخرة وأواني عجيبة، وقالت: افرش هؤلاء الفرش وجهزت هذه الآنية وسير إليّ بثلث جيشك إلى ثلث الطريق والثلث الآخر في نصف الطريق، ليكونا من ورائي لحفض خزائني ومملكتي حتّى أحضر إليك. فإنّي أوافيك في جواريّ، فلا تدع عندك من أحتشم منه.
ففعل ذلك. ولمّا لقيها ثلث جيشه، قدّمت إليه الطعامات المفتخرة