للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عونا على عبادته ودعا الناس إلى ذلك، فأجابوه من خوفهم من شرّه.

فلمّا مضا لذلك مدّة أمره العقاب أن يبتني له مدينة يحول إليها وتكون له معقلا وحرزا من كلّ أحد. فأمر عند ذلك بكلّ صانع بمصر وأن ينظروا له مكان بالصحارى ويطلبوا له أرضا سهلة صعبة، ذات طرق وعرة، وتكون قريبة من مغيض الماء، وهي التي ابتناها يوسف، عليه السلام، بعد ما صارت مغيض ماء، وهي الفيّوم. فلمّا خرجوا أصحابه ووجدوا هذه الأرض، أمرهم ببنائها وأخرج إليهم سائر ما يحتاجون إليه.

وأخرج السحرة ليكون في معونتهم الروحانيّين الذين في طاعتهم. وأقام يحمل إليهم الزاد على العجل شهورا على الطريق من وراء الأهرام، وهي التي يقصدها أصحاب المطالب، وتسمّى بطريق العبيد. وذلك (١٢٧) كون أنّ عبيد عون كانوا يحملون على العجل الزاد للصنّاع في هذه الطريق، فسمّيت بهم.

فلمّا تكامل بنائها، حفروا بها بئرا وجعلوا فيه بيوتا وجعلوا في تلك البيوت تمثال خنزير من نحاس بأخلاط ممنوعة، ونصبوه وجعلوا وجهه في شرقيّة. وأخذوا خنزيرا فذبحوه ولطّخوا وجهه بدمه، وبخّروه بشعره.

وأخذوا أشياء من شعره وعظامه ودمه ولحمه ومرارته، فجعلوه في جوف ذلك الخنزير التمثال ونقشوا عليه آيات زحل. ثمّ شقّوا في البئر أخدودا،