الغنم تغدوا من عندها وتروح إليها بغير راع. وحمل الملك الغلام حتّى أراه موسى وهو سائر إلى مصر. فقبّله، وتفل في فيه، وبارك عليه، وردّه إلى أمّه. ومرّ بها رجل من آل فيروز، فردّها إلى مدين، إلى أبيها.
ووصل موسى إلى مصر، فلقي أخاه هاران، فلم يعرفه لطول غيبته، وكان يغسل على شاطيء النيل. فاستضافه، فأضافه وأطعمه جلبانا قد ثرد فيه ثريدا. فتعارفا وسرّ بعضهما ببعض، وعرّفه أنّ الله تعالى أرسله ونبّأه وأمره أن يكون معه أخيه هارون، وجعله له عضدا.
ثمّ إنّهما غدوا إلى فرعون، وأقاما أيّاما، وعلى كلّ واحد منهما جبّة صوف، ومعه عصاه التي أخذها من شعيب (١٥٨) وهي إحدا معجزاته.
فأقاما أيّاما لا يصلان إلى فرعون، لشدّة حجّابه، إلى أن دخل عليه مضحكا له، فعرّفه <حالهما وقال:> إنّ بالباب رجلان يطلبان الإذن منك، ويزعمان أنّ إلاههما أرسلهما إليك. فأمر بإدخالهما. وخاطبه موسى وأراه آياته في العصا وآيته في يده وبياضها، وهما آيتان من تسع. وكان من أمر خطابه لهما: أنتما ساحران تريدان أن تخرجا أهل مدينتي عن طاعتي. وهمّ