بقتله، فأحماه الله تعالى منه، وشغله عنه. ورأى ظلما كان في صورة قد، أتت فمسحت على أعينهم، فعموا. ثمّ أمر قوما آخرين بقتلهما. فرأى نارا أتت عليهم فأحرقتهم، فازداد غيضا وحنقا. فقال له: من أين لك هذه النواميس العظام؟ أسحرة بلدي علّموك؟ أو تعلّمته بعد خروجك من عندنا؟ قال له: هذا ناموس ربّ السماء وليس من نواميس الأرض. قال: ومن صاحبه؟ قال: صاحب البنيان الأعلا. قال: بل تعلّمتهم من بلدي.
وأمر بجمع السّحرة والكهنة وأصحاب النّواميس، وقال: ارفعوا إليّ أعمالكم، فإني أرى نواميس هذا الساحر رفيعة جدّا. فعرضوا عليه أعمالهم، فسرّه ذلك. وأحضره وقال: قد وقعت على سحرك، وعندي من يربي عليك بأعظم منه.
وأوعدهم يوم الزينة، وهو يوم عيده الأعظم. وكان يخرجوا أصنام الكواكب مزيّنة بأنواع الملابس والحليّ. واتّفق: من غلب منهما تبعه الآخر. وكان جماعة من أهل البلد قد تبعوا موسى، عليه السلام، فقتلهم ظلما. وإنّه جمع بينه وبين سحرة مصر جميعا، وكانوا مائتي ألف وأربعين ألف ساحر.
فعملوا من الأعمال ما حيّروا به العيون، وصنعوا من الدّخن عدّة ما يقبلون به النظر. فمن ذلك ما يروا الوجوه ملوّنة ومشوّهة في الطول