والعرض، ومنها المقلوب جبهته إلى أسفل ولحيته إلى فوق، ومنها ما له قرون وخرطوم كالأفيلة (١٥٩) ومن مثل ذلك وأنظاره، وأجسام هائلات تصل إلى السحاب، وحيّات عظام بأجنحة تطير في الهواء وترجع بعضها إلى بعض، وأسود ضاريات مفتّحة الأفواه تملأ الأرض بزئيرها، وحيّات تخرج من أفواهها النار تكاد تحرق العالم، وأكثروا من ذلك التّخايل. ثمّ صنعوا دخانا يغشى أبصار الناس، فلا ينظر بعضهم بعضا. فلمّا رأى فرعون ذلك سرّه هو وجماعة من حضره، واغتمّ موسى، عليه السلام، وجماعة ممّن كان آمن معه، وكتم ما به خوفا من فتنة الناس بما رأوا. وكان للسّحرة اثنان وسبعون رئيسا من كبارهم.
وعندما رأى موسى ذلك وضاق به ذرعا، أتاه ملك من إله السماء العليّ الآعلاء، وقال: لا تخف، إنّك أنت الغالب. وادفع عصاك إلى العلوّ لترى عجبا. فسرّ بذلك موسى وأمن بعد الخوف. وطمع في إيمان فرعون. فأسرّ إلى عظماء السحرة، وقال: وأنتم، ماذا تفعلون إن قهرتكم؟ قالوا: نؤمن بك. فرآه فرعون وقد أسرّ لهم، فغاظه <ذلك> وأراد أن يبدرهم بالقتل، ثمّ مهّل على نفسه ليرى ما يكون من موسى.
هذا، والناس يهزؤون من موسى وأخيه هارون، وعليهما درّاعتان من صوف، وقد احتزما. ووضع موسى عصاه وسمّا باسم الربّ القديم، ربّ