موسى وإبراهيم، ثمّ لوّح بالعصاة وحلّق بها في الجوء. فرفعها الملك حتّى غابت عن العيون، ثمّ أقبلت في صورة ثعبان عظيم له عينان كالترسين العظيمين يتوقّدان، ويخرج من فيه ومنخريه مثل الحراب وهو يرتعد غضبا لله تعالى، ولا يقع من زنده شيء على أحد إلاّ برصه لوقته، وبرصت من ذلك بنت فرعون. والثعبان فاغر فاه-والقوم ينظرون-حتّى قرّب منهم فابتلع جمع ما عمله السحرة ومائتي مركبا مملوّة عصيّا وحبالا، وجميع ما كان فيها-وكانت المراكب في النهر الذي يتصّل إلى دار فرعون- (١٦٠) وعمدا كثيرة وحجارة، إلى ما هناك من عمائر فرعون.
وأقبل الثعبان إلى قصر الملك، وكان فرعون في قبّة إلى جانب القصر يشرف على عمل السحرة. فوضع الثعبان نابه تحت القصر وأراد أن يبتلع قصر فرعون، بكلّ ما فيه. فصاح فرعون عند ذلك، واستغاث بموسى، وقام هاربا. فرأوه أهل مملكته وهو يعرج، ولم يكن رأوه قبلها.
فتبسّم موسى، وزجر الثعبان عنه. فعطف على الناس ليبتلعهم، فسقط بعضهم على بعض. فمسكه موسى، عليه السلام، فعاد في يده عصا كما كان أوّلا.
وقد كان موسى أيضا ارتاع منها فقال له الملك الموكّل بها: لا ترتاع يا موسى، وأمسكها تعود عصا، على ما كانت عليه أوّلا. ففعل. فلمّا رأوا السحرة ذلك هالهم، و <لمّا> لم يروا للمراكب أثرا، ولا تلك العمد ولا