للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحجارة، قالوا: ما هذا من عمل الآدميّين، وإنّما نصنع نحن تخاييل لا تغيب عن العيان إذا انتهى فعلنا، وهذا من فعل جبّار عنيد قدير على الأشياء. فقال موسى: أوفوا بعهدكم وإلاّ سلّطها عليكم، فتبتلعكم كما ابتعلت ما رأيتم، وتصيروا إلى النار بعدها. فآمن به السحرة وجاهروا فرعون بالمعصية عليه. فقال <فرعون>: قد علمت أنّكم واطيتموه عليّ وعلى ملكي، حسدا لي. وأمر، فقطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، وصلبوا. فكانوا يرون أماكنهم في الجنّة قبل أن يموتوا. وجاهرته امرأته أيضا، ففعل بها مثل ذلك.

وإنّ الروحانيّ قال له: إنّك ربّ الأرض وقد استخلفتك فيها، فأنت ربّ كلّ شيء يسكنها من الخلق. فتجبّر وادّعا الربوبيّة وفعل ما فعل.

فلمّا علت آيات موسى، عليه السلام، من الطوفان على زروعهم والجراد والقمل والضفادع والدم. وكانت الإسرائيليّة تسقي القبطيّة من فيها ماء فيعود دما في فم القبطيّة، وتعض على (١٦١) الرغيف لتأكل منه، فتعض على ضفدع. وعاد القمل على أجسادهم وهم لا يكادون يقرّون من أكله لهم. وكلّما نزعوه زاد عليهم. وعادوا كلّما تحيّلوا في شيء يزرعونه يأكله الجراد. وهدم الماء بساتينهم ومنازلهم وتبيّن للناس أنّ فرعون عاجز عن إزالة ما نزل بهم، فضاق صدر فرعون لذلك، فرجع إلى مداراة موسى، عليه السلام، ووعده أن يستخلفه على ملكه. فأشار عليه هامان والكهّان أن: لا تفعل. وأمر الرعيّة أن يقتلوا موسى. فخرجوا إلى الموضع الذي هو