والمقصود من هذه الحكاية، ذكر ما كان من الرجل وابنه من قلّة الاكتراث بالأمر، وإلاّ، فبيعهم أولادهم ما لا خفاء به.
ثمّ إنّ بهرام أحضر رجلا من بطانته، كان داهية مفكرا خبيثا لطيف الحيلة. فندبه للمكيدة بخاقان، وفتح له باب المكر به، وأعطاه من الذهب والفضّة ونفائس ذخائر الملوك ما ظنّ أنّه سيحتاج إلى مثلها. وأمره أن يتزيّا بزيّ التّجّار وينطلق إلى والد الجارية فيشتريها منه، ويستعين بها على ما ندبه له، على ما سنذكره بعد ذلك.
فانطلق الرجل فاشترى الجارية من أبيها بوزنها ذهبا، ثمّ قصد بها بلاد الترك، حتّى انتهى إلى حضرة خاقان.
واعتمد ذلك الوزير الذي كان تولّى المكيدة وضمن لخاقان ما أراده من هلاك بهرام. فخصّه بالهدايا وتنفّق عنده بالتّحف، ولازمه إلى أن خفّ على قلبه واشتدّ أنسه به.
فمكث عنده عاما، فمازحه ممازحة لطيفة، ثمّ قال له يوما: إنّي أحببت الوزير حبّا ما أحببته أحدا قطّ، ولي عام أنازع نفسي في إتحافه