الله تعالى بختنصّر بمصر فقتل قومين. وقيل: بل اسمه قومس بن لغاس.
وسبا جميع أهل مصر، وقتل من قتل. فلمّا أراد قتل من أسر من بني إسرائيل وأهل مصر، وضع له سرير في الموضع الذي وصف إرميا.
ووضعت كلّ قائمة من سريره على حجر من تلك الحجارة التي دفنها إرميا. وقدم الأسارى، فأتا معهم إرميا. فقال له بختنصّر: ألا أراك مع أعدائي بعد أن أمّنتك وأكرمتك؟ فقال له إرميا: إنّما جئتهم وأخبرتهم خبرك؛ ومصداق قولي أنّي وضعت لهم علامة ذلك تحت سريرك، وهي أربعة حجارة دفنتها تحت أربع قوائم سريرك الذي أنت جالس عليه. فرفع سريره، فوجد ما قال إرميا حقّا. فقال بختنصّر لإرميا: لو نعلم أنّ فيهم خيرا لوهبتهم لك. ثمّ أمر بقتلهم، فقتلوا؛ وأخرب مدائن مصر وقراها وسبا جميع أهلها ولم يترك بها أحدا، حتّى بقيت أربعين سنة خرابا ليس فيها ساكن؛ يجري نيلها ويذهب ولا ينتفع به. فأقام إرميا بمصر، واتّخذ له بها زرعا يعيش به أربعين سنة. فأوحى الله إليه: إنّ لك عن الزرع والمقام بمصر شغلا، فكيف تشغلك أرض وأنت تعلم سخطي على قومك؟ فالحق بإيليا حتّى تبلّغ كتابي أجله. فخرج منها أرميا حتّى أتا (٢٢١) بيت المقدّس.
ثمّ إنّ بختنصّر ردّ أهل مصر إليها بعد أربعين سنة، فعمّروها، فعادت مصر مقهورة بعد القهر.
قال: حدّثنا عليّ بن الحسن، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن عبد الحكم وأبو الأسود، قالا: ثنا ابن لهيعة عن. . . عن عبد