للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ستظهر فيتطلّبها الذين يتتبّعون الكنوز، والله أعلم.

قال: أخبرنا عليّ، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: وحدّثني أبو الأسود نصر بن عبد الجبّار <عن> عبد الله بن عمرو، قال: ثنا ابن لهيعة، قال:

خرج وردان من عند مسلمة بن مخلّد-وهو أمير على مصر-فمرّ على عبد الله بن عمرو بن العاص مستعجلا، فناداه عبد الله بن يزيد: يا با عبيد، قال: أرسلني الأمير مسلمة، أن آتي له من يحفر عن كنز فرعون. قال:

فارجع إليه، وأدّه منّي السلام، وقل له: إنّ كنز فرعون ليس لك ولا لأصحابك؛ إنّما هو للحبشة. إنّهم يأتون في سفنهم يريدون الفسطاط، فيسيرون حتّى ينزلوا منفا، فيظهر لهم كنز فرعون، فيأخذون منه ما يشاؤون، فيقولون: ما إن نبتغي غنيمة أفضل من هذه. فيرجعون، ويخرج المسلمون في آثارهم، فيدركونهم. فيقتلون وينهزمون ويأسرهم المسلمون، حتّى إنّ الحبش لتباع بالكساء.

قال: حدّثنا عثمان بن صالح وغيره، قال: ظهرت الروم وفارس على سائر الملوك الذين في الأرض. فقابلت الروم أهل مصر ثلاث سنين، يحاصرونهم ويصابرونهم القتال في البرّ والبحر. فلمّا رأى ذلك أهل مصر، صالحوا الروم على أن يدفعوا لهم شيئا معلوم منهم في كلّ عام، على أن يمنعوهم، ويكونوا في ذمّتهم.

ثمّ ظهرت الفرس؛ فلمّا غلبوا الروم على الشام، رغبوا في مصر وطمعوا فيها. فامّتنع أهل مصر، وأعانتهم الروم وقامت دونهم. وألحّت عليهم الفرس. فلمّا خشوا ظهورهم عليهم، صالحوا فارسا، على أن يكون