والسّدير، وفارس حليمة، وأمّه شقيقة بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان (٢٢٩) بن ثعلب وأخو الشّقيقة لأبيها عمرو المزدلف.
وأخو النّعمان لأمّه حسّان بن زهير اللّخميّ، ملك في زمن يزدجرد ابن شابور، وكان أشدّ ملوك العرب نكاية في الأعداء، وأبعدهم مغارا.
وغزا الشام مرارا كثيرة وملك الفرس يمدّه بالجيوش من تنوخ ومن الفرس.
وكان ضابطا لملكه، حازما صارما. واجتمع عنده من المال والرقيق والسلاح والخول ما لم يملكه غيره من ملوك الحيرة. والحيرة يومئذ ساحل الفرات، لأنّ الفرات حينئذ كانت تدنوا من أطراف البرّ حتّى تصل إلى النّجف. فعلا مجلسه بالخورنق يوما، ورأى النّجف وما يليه من البساتين والنّخل والجنان والأنهار، وممّا يلي المغرب وعلى الفرات ممّا يلي المشرق، فأعجبه ذلك لما رأى من الخضرة والنّور والأزهار والأنهار الجارية ورعي الإبل ولقاط الكمأة وصيد الضباء والأرانب، وما في الفرات من الملاّحين والغوّاصين والصيّادين، وفي الحيرة من الأموال والخول، ومن يموج فيها من رعيّته، ففكّر في نفسه: أيّ ملك هذا، وإنّي لتاركه غد لغيري. فبعث إلى حجّابه ونحّاهم عن بابه. فلمّا جنّه الليل التحف بكساء وخرج، فلم ير بعدها. وفيه يقول الشاعر (من الخفيف):