الزّبّاء، فاستثأرت له على أخذ الثأر. وفي أذينة يقول الشاعر (من المتقارب):
أزال أذينة عن ملكه ... وأخرج من حصنه ذا يزن
وستأتي هذه الأبيات في موضعها، إن شاء الله تعالى.
ثمّ ورث الملك بعده ابن أخته عمرو بن عديّ، وأمّه رقاش بنت مالك بن فهم، أخت جذيمة، وهو الذي استهوته الجنّ. ويقال: إنّه جدّ الأكراد، حسبما نسوقه في موضعه، إن شاء الله تعالى. وعمرو هو أوّل من اتّخذ الحيرة منزلا من ملوك العرب، وهو أوّل ملك تعدّه الحيريّون في كتبهم من ملوك عرب العراق، وهم آل نصر. وكان سيّدا في سلطانه، منفردا بملكه، يغزوا المغازي، ويصيب المغانم، وتجبى إليه الأموال، وتفد عليه الوفود، ولا يدين لملوك الطوائف، حتّى ظهر أمر أردشير بن بابك، وضبط ملك العراق، وقهر كلّ من كان في مناوأته، حتّى حملهم على ما أراد.
وأمّا امرؤ القيس، ولده، فيقال: امرؤ القيس البداويّ الأوّل، وأمّه ماوية بنت عمرو، أخت عمرو بن كعب الأزديّ.
وأمّا أوس بن قلام، فهو ابن قطنبا بن حمير العمليقيّ، ملك في زمن أردشير. ثمّ ملك بعده ابنه النّعمان الأعور السائح، وهو باني الخورنق