الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر الحميريّ. وسمّي رايشا لأنّه أوّل من غزا وأصاب الغنائم وأدخلها اليمن، فارتاشت حمير من أيّامه.
وذكر أنّ بين هذا الرّايش وبين حمير خمسة عشر أبا. وفي زمنه مات لقمان بن عاد، المعمّر، صاحب لبد والنّسور. وكان أقصى أثر ملك الرّايش في أوّل غزواته الهند ثمّ غزا التّرك بعد ذلك بأذربيجان، فقتل وسبا.
وملك بعده أبرهة، ذو المنار، سمّي بذلك (٢٣٥) لأنّه نصب المنار على طرقه في غزواته، ليهتدي بها في رجوعه.
ثمّ ملك شمر إفريقيس بن أبرهة فغزا أرض المغرب لقصد البربر، وهو باني إفريقية، وهي مشتقّة من لقبه. وبلغ في مغازه ذلك أقصى البلاد ونهاية العمارة.
وملك بعده أخوه العبد ذو الأذعار بن أبرهة. وكان غزا في حياة أخيه بلاد النّسانس.
ثمّ ملك تبّع بن شراحيل. ثمّ ملكت بلقيس، ثمّ انتقلت إلى فلسطين بعد تلك المدّة التي قدّمنا ذكرها.
وذكر حمزة أنّ بلقيس هي بانية سدّ العرم، والصحيح ما قاله عبد الملك بن هشام إنّ ذلك إنّما بناه لقمان بن عاد، ولكنّ بلقيس رمّمت فيه أماكن قد كان الدّهر غيّرها. ثمّ بقي ذلك السدّ حتّى هدمه سيل العرم،