وذلك قبل الإسلام بنحو أربع مائة سنة؛ هكذا قال حمزة الإصفهانيّ في عدّة أماكن من كتابه. وأنّ ملوك آل جفنة ممّن تمزّقوا خوفا من سيل العرم، حسبما سقناه من ذكرهم.
وذكر أنّ مدّتهم ستّمائة سنة وأربع وعشرون سنة، وهم آل نصر، ملوك آل جفنة، ملوك عرب العراق المقدّم ذكرهم.
وأمّا ناشر ينعم، عمّ بلقيس، فإنّه سمّي بذلك لانتشار نعمه على الناس، وردّ الملك على ما كان عليه بعد زواله.
وأمّا شمر يرعش بن شمر إفريقيس، إنّما سمّي بذلك لارتعاش كان بيده. وأصحاب أخبار اليمن تفرط في ذكره ومدح آثاره، وتزعم أنّه هو المسمّى في القرآن العظيم بذي القرنين، وأنّ هذا اللّقب له خاصّة دون الإسكندر الرّوميّ. لكن الإسكندر لمّا انتبه بعد معازاه شمر يرعش غلط رواة الأخبار في صدر الإسلام، فحلّوه بهذا اللّقب، واستدلّوا أن لفظة:
ذو، عربيّة، لا روميّة، وهي مبدأ ألقاب ملوك حمير، لا غيرهم، مثل: ذو نواس، وذو كلاع، وذو يزن، وذو منار، وذو ثعلبان، وذو حبّان. وإنّما سمّوا ذا القرنين لذؤابتين كانا ينوسان على ظهره.
وقيل: إنّ شمر يرعش هذا، بلغ في بعض غزواته المشرق، فدوّخ بلاد خراسان (٢٣٦) وهدم سور مدينة الصّغد، فقيل للمدينة بعده:
شمركند، أي شمر خرّب، بلغتهم، ثمّ عرّبت فقيل: سمرقند. ووجد في صعد لشمر هذا كتابة بالحميريّة، يقول: بسم الإله، هذا ما بناه شمر يرعش