للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنّ الإسكندر فعل في اليمن بتفريق الممالك على عدّة ملوك كما فعل في بلاد فارس. ولمّا ملك أسعد لم يزل يتتبّع قتلة أبيه حتّى قتلهم، فكرهوه لكثرة سفكه الدماء. فأتوا إلى أخيه عمرو بن تبّع، فبايعوه على قتله وتمليكه بعده، ما خلا رجلا من أشرافهم يقال له: ذو رعين، فإنّه نهاه عن قتل أخيه وحذّره سوء العاقبة لقطعه رحمه، فلم يقبل منه، وقتل أخاه. فلمّا تملّك اضطربت عليه يده مع سائر بدنه (٢٣٧) وتواترت أسقامه وعلله، فكان أبدا على فراشه. فإذا رام البروز ركب النّعش، وحمل على أكتاف الرجال، فسمّي موثبان، وذا الأعواد؛ وقيل: ذي الأعوان، وإنّما قلب الشاعر النون دال لضرورة الشعر، وهو قول الأسود ابن يعفر في ذلك (من الكامل):

ولقد علمت لو أنّ علمي نافعي ... أنّ السّبيل سبيل ذي الأعواد

وذكر بعض الإخباريّين أنّ ملك ذي الأعواد كان في زمن شابور بن أردشير.

وأمّا عبد كلال فإنّه كان على دين المسيح.

وأمّا تبّع بن حسّان، فهو تبّع الأصغر، لأنّه آخر التّبابعة، وهو الذي ملك الحارث بن عمرو وآكل المرار على معدّ. وهو صاحب مكّة والمدينة. وقيل: إنّه أوّل من كسا البيت. ولمّا انصرف إلى اليمن، تبع الحبرين من اليهود، ودعى الناس إلى ذلك، ومن هناك كانت اليهود باليمن. وهو الذي عقد الحلف بين اليمن وربيعة.

وأمّا مرثد بن عبد كلال، فهو أخو تبّع، وبعده تفرّق ملك حمير.