وأمّا رواية مقاتل، فزعم أنّ <عمرو بن> الحارث بن ذهل بن شيبان هو الذي طعن كليبا، وفيه يقول مهلهل (من الوافر):
فتيل ما قتيل المرء عمرو ... وجسّاس بن مرّة ذو ضرير
قيل: ومقتل كليب بالذّنائب، عن يسار فلجة، مصعدا إلى مكّة، شرّفها الله تعالى. وقبره في الذّنائب، وفيه يقول مهلهل (من الوافر):
ولو نشر المقابر عن كليب ... فتخبر بالذّنائب أيّ زير
قال أبو برزة: فلمّا قتله أمال يده بالفرس حتّى انتهى إلى أهله. قال:
تقول أخت جسّاس حين رأته لأبيها: مرّة يا بتاه، أرى جسّاسا خارجا ركبتاه. قال: فو الله ما خرجت رجلاه إلاّ لأمر عظيم. فلمّا جاء، قال: ما وراءك يا جسّاس؟ قال: ورائي قد طعنت طعنة لتسفكنّ منها من شيوخ وائل دما، أربعين عاما، قال: أقتلت كليبا؟ قال: نعم. قال: وددت أنّك وأخوتك كنتم متّم قبل هذا. ما لي إلى أن تشاءم بي أبناء وائل.
وزعم مقاتل أن جسّاسا قال لأخيه نضلة بن مرّة، وكان يقال له: