للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: أخبرتني أنّ أخي قتل أخاك. قال: هو أضيق إست من ذلك. ثمّ تحمّل القوم وغدا مهلهل في الخيل.

وقال المفضّل في خبره: فلمّا قتل كليب، قالت بنو تغلب بعضهم لبعض: لا تعجلوا على إخوتكم بكر، حتّى تعذروا بينكم وبينهم. ثمّ انطلق رهط من أشرافهم وذوي أسنانهم حتّى أتوا مرّة بن ذهل، أبو جسّاس. فعظّموا ما بينهم وبينه. وقالوا: اختر منّا خصالا. إمّا أن تدفع إلينا جسّاسا، فنقتله بصاحبنا، فلم يظلم من قتل قاتله. وإمّا <أن>، تدفع إلينا همّاما، وإمّا <أن> تفيدنا من نفسك. فسكت، وقد حضرته وجوه <بني> بكر ابن وائل، فقالوا: تكلّم غير مخذول. فقال: أمّا جسّاس، فإنّه غلام حديث السنّ، ركب رأسه، فهرب حين فعل ما فعل، فلا علم لي به. وأمّا همّام، فأبوا عشرة وأخو عشرة، ولو دفعته إليكم لضجّ بنوه في وجهي وقالوا: دفعت أبانا يقتل بجريرة غيره. وأمّا أنا، فما أتعّجل الموت، وهل تزيد الخيل إلاّ أن تجول عليّ جولة، فأكون أوّل قتيل. ولكن هل لكم في غير ذلك؟ هؤلاء بنيّ، فدونكم أحدهم فاقتلوه به، وإن شئتم فلكم ألف ناقة تضمّها لكم بكر بن وائل. فغضبوا وقالوا: إنّا لم نأتك لترد بنيك الأصغرين في كليب، وهو هو؛ ولا تسومنا اللّبن وفي