قال أبو برزة: ثمّ انصرفوا يوم واردات، ثمّ التقوا يوم بطن السّرو، وهو يوم القصيبات، وربما قال: القصيبة. وكانت لتغلب على بكر أيضا، حتّى ظنت بكر أن سيقتلونها. وقتلوا يومئذ همّام بن مرّة. ثمّ التقوا يوم قضة، وهو يوم التّحالق، ويوم الثّنيّة، ويوم الفصيل: كانت لبكر على تغلب.
فكان من حديث مقتل همّام بن مرّة ما زعم مقاتل، أنّ همّام بن مرّة لم يزل قائد بكر حتّى قتل يوم القصيبات. وكان قد وجد غلاما مطروحا، فالتقطه وربّاه وسمّاه: ناشرة، وكان عنده لقيطا. فلمّا شب الغلام، إذا به من بني تغلب. فلمّا التقوا يوم القصيبات جعل همّام يقاتل أشدّ قتال، فإذا عطش رجع إلى قربة فشرب ونضح عليه منها، بعدما يضع سلاحه. فوجد ناشر من همّام غفلة، فشدّ عليه بالعنزة (٢٤٦) ققتله، ولحق بقومه بني تغلب. ففي ذلك يقول مرّة، أبي جسّاس (من الطويل):