لقد عيّل بالأقوام طعنة ناشره ... أناشر لا زالت يمينك آشره
ثمّ قتل ناشرة رجل من بني يشكر.
وأمّا خبر مقتل بجير، ابن أخي الحارث بن عباد، يوم واردات، قال: كان أوّل فارس لقي مهلهلا بجير، ابن أخي الحارث بن عباد. فقال المهلهل: من خالك يا غلام؟ وبوّأ نحوه الرّمح، فقال له امرؤ القيس بن أبان التّغلبيّ، وكان يلي مقدّمة تغلب في حربهم: مهلا يا مهلهل، فإنّ عمّ هذا وأهل بيته قد اعتزلونا فلم يدخلوا في شيء ممّا نكره. والله لإن قتلته، ليقتلنّ به رجل لا يسل عن نسبه. فلم يلتفت مهلهل إلى قوله، بل شدّ عليه فقتله، وقال: بؤ بشسع نعل كليب. فقال الغلام، وهو في حياض الموت:
إن رضيت بهذا بنو ثعلبة، رضيت به. فلمّا بلغ الحارث بن عباد قتل بجير -وقيل: إنّه ولده ولم يكن ابن أخيه؛ رواية أبو برزة-فقال الحارث: نعم الغلام، <غلام> أصلح بين بني وائل، أراد أن يكون بكليب. فلمّا سمعوا قول الحارث، قالوا له: إنّ مهلهلا لمّا قتله قال: بؤ بشسع نعل كليب، وقال (من الرجز):
كلّ قتيل في كليب حلاّم ... حتّى ينال القتل آل همّام
فغضب الحارث عند ذلك ونادى بالرّحيل، وقال (من الخفيف):
قرّبا مربط النّعامة منّي ... لقحت حرب وائل عن حيال