للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصبر، وفي أبواب الحرب أخبر. لكنّه خذل بتجبّره، وبقوله عند البيت الحرام ذلك المقال. فانتصر عليه خالد، وقتل الملك زهير، وتفرّقت بنو عامر عن بنيه بشرط خالهم في ذلك، وأدركوه بنوه وهو في آخر نفس، فأوصى بملك بني عبس لقيس ولده، ودفن في مكانه. وأتوا بنوه ينعوه في بني عبس، وقام العزاء عندهم أيّام.

ثمّ إنّ قيس ولده جمع القبائل والعشائر والحلفاء والأصحاب وتوجّه لبني عامر، يقدمهم عنتر بن شدّاد العبسيّ. وكذلك جمع خالد من قدر عليه من العربان، وكانوا أضعاف بني عبس في العدد. لكن كانوا بنو عبس أشدّ وأصبر، بحاميتهم عنتر. فإنّه كان أعجوبة الزمان، في موقف الطّعان، فكسروا بنو عامر كسرة عظيمة، وقتلوا منهم مقتلة عامّة، حتّى تحصّنوا منهم بروس الجبال، واستأسروا خالد بن جعفر، وأرادوا قتله بالملك زهير. فوجدوا <أنّه> قد أسر منهم مالك بن الملك زهير وعمارة بن زياد، أبو الرّبيع بن زياد. وقد تحصّنوا بني عامر في أماكن حصينة، فتفادوا بينهم بالأسرى، وأخذوا على خالد العهود بإطلاق الأسيرين: مالك وعمارة. فلمّا وصل خالد إلى قومه أراد أن يطلق مالك وعمارة،٢٥٩) فلم يوافقوه أصحابه حتّى أخذوا عليهم المواثيق أن يرحلوا أصحابهم عنهم