للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا قيس إنّ مع اللّجاج جزأة ... فيها الوبال وفرعها مذموم

إنّي أخاف على أخي من شوءمه ... تلقا كما لقي الفتى مكتوم

جارا أخاه على المعالي فانثنى ... وهو الشّقيّ وأنفه مرغوم

ماذا تريد من امرئ في نفسه ... حنقا وحنقه محتوم

إنّ الّذي يبغي حذيفة منكم ... والرّاقصات إلى منّى مفهوم

فلمّا سمع قيس هذه الأبيات، قال: يا حمل، ليس منّي مخالفة؛ إن رجع أخاك عن الرهان اشهد عليّ أنّي راجع. فعاد إلى أخيه، فأعيته فيه الحيلة، وهو لا يزداد إلاّ فضاضة.

وكان الذي يعصي أمر حذيفة، وقصده إثارة الفتن، وقلع آثار بني عبس، <هو> سنان، زوج أخت الحارث بن ظالم، التي كان عندها ابن الملك النّعمان وأخذه الحارث منها وقتله، كما تقدّم من الكلام. فطلب النّعمان لهذا سنان، وألزمه بإحضار الحارث بن ظالم. ونفّذه إلى بني عبس بطلب الحارث. فامتنعوا عليه في ذلك، كونهم أجاروا الحارث، كونه أخذ بثأر الملك زهير، وقتل خالد بن جعفر في حرم النّعمان. فلمّا ياس سنان من بني العبس، وأنّهم لا يسلّموه الحارث، نزل (٢٦٥) ببني فزارة، وعاد يشلي الفتن ويثير الحروب، وكان داهية من دواهي العرب، فكان يعصي رأي حذيفة من الاتّفاق. قال في ذلك (من الخفيف):