قد كرهت السّباق خوفا من البغي ... وخصمي على الرّهان مقيم
قلت للمر: يا حذيفة دعنا ... واستمع من أخيك فهو حكيم
فبغا واستطال لمّا رآني ... مستقيل طاهر والبغي شوم
وحقّرني لمّا رأى الحلم منّي ... وادّعا أنّني جبان غشيم
وأنا، والّذي له البيت والرّكن ... جميعا وزمزما والحطيم
لي عزم يغلّ حادثة الدّهر ... إذا كان أمرها محتوم
برجال تلتقي صدور العوالي ... بقلوب قد خالفتها الحسوم
يا بني بدر، وله الأمر والنّهي ... للبرايا، نعيمها لا يدوم
والّذي قد يضحك اليوم عزّ ... فوقه طائر الهلاك يحوم
وكان حمل قد عنا بهذا البيت الاخر: سنان، لمّا علم أنّه الذي يشعب رأس أخوه حذيفة.
فلمّا انتهت الأيّام التي للضّمار، وعزما على السباق، وعادت العرب تموج في الحلبين وتقايض بعضها بعضا، ووقعت بينهما الرهانات، واجتمعت فرسان القبيلتين على غدير ذات الأصاد. وأحضروا إياس بن منصور، الرامي، فأعطى ظهره للغدير، واستقبل مهبّ الهوى، وأرما سهمه مائة غلوة، فانتهى إلى المكان المعروف بينهما. هذا والاتبا والمشايخ حولهم. وانتخب كلّ واحد لفرسه فارس يعتقد عليه. وأتت سادات بني