ذبيان وشجّعان بني غطفان، لأنّهم الجميع في أرض واحدة، ومنهم أنساب متّصلة.
وكان الملك قيس قد أوصى عنتر بن شدّاد أن يقيم (٢٦٦) في الأحياء لعله بشجاعته وقوّة نفسه، وأنّه لا يحمل الضّيم. فخاف من إثارة الفتنة إذا كان حاضر ورأى ما لا يعجبه ولا يصبر عليه. فلم يقدر عنتر على التخلّف في الخيام، وخشي على قيس وإخوته، أولاد الملك زهير.
قال: فبينما الخيل على عزم الإطلاق، وإذا بعنتر قد طلع كالأسد الواثب الأروع، وبيده سيفه وهو إلى نحو الفريقين قد أسرع، وعيناه كالجمر، وقد تطاير منها الشّرر. ولا زال حتّى توسّط الجمع، ونادى: يا معشر العربان، وسادات ذبيان، وشجعان غطفان، من بني معدّ بن عدنان، ما بينكم إلاّ من يعلم أنّني صنيعة الملك زهير بن جذيمة، أبو هذا الملك قيس، وهو الذي الحقني بالنّسب، وترك لي منزلة وحسب. ولكن ما هنّأه الزمان حتّى كنت أملّكه ملك كسرى أنوشروان، بسيفي وهذا السّنان، وطرقته طوارق الحدثان. وقد خلّف هذا الملك الكبير، والسيّد الأثير، ورضيه أن يكون خليفة على عشيرته وإخوته، وهو كما علمتم ما فيه من الحلم والإنصاف، وأنا عبده وملك يده، معزّ لمن والاه، ومذلّ لمن عاداه. والآن فالأمر قد انتهى، ولا بقا إلاّ إطلاق الخيل والنصر، من فالق الإصباح، ومهبّ الرياح. وأنا أقسم وحقّ البيت الحرام، والرّكن والمقام،