للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمشاعر العظام، لإن تعدّا حذيفة وظلم، لأسقيته كأس النّقم، ولأجعلنّ بني فزارة حديثا يروى بين الأمم. فأنتم سادات العربان، وملوك الزمان، فلا ترضوا بغير العدل والإنصاف، وكونوا على من يقصد الخلاف.

. . . كثر الكلام، وعادت الناس كلّ يتحدّث بهوا نفسه. . . .

انتخب حذيفة للغبراء فارس من بني ذبيان، يقال له: مالك بن فعلون، وانتخب قيس لداحس رجل من بني عبس، يقال (٢٦٧) له: مالك بن غالب. ولما صار كلّ واحد على متن جواده، أقبل قيس على صاحبه وأوصاه بخصائله الذي يعرفها من جواده، وأشار إليه يقول (من الرجز):

لا ترسلنّ له العنان كلّه ... وإن عراه عرق وهلّه

إمسح بساقيك وأحسن سلّه ... إنّك إن لم تنعشه تملّه

. . . حذيفة فعال قيس، فتشبّه به، ودنا من صاحبه وأوصاه بفرسه، وألقا إليه يقول (من الرجز):

لا ترسلنّ لها العنان كلّها ... وإن علاها عرق وبلّها

فامسح بساقيك وأحسن سلّها ... إنّك إن تعنّفها تملّها

قال: فتلعثم عنتر وتلوّى حتّى صرّ من تحته الأدم، وقال: سبق وحقّ