انتخب حذيفة للغبراء فارس من بني ذبيان، يقال له: مالك بن فعلون، وانتخب قيس لداحس رجل من بني عبس، يقال (٢٦٧) له: مالك بن غالب. ولما صار كلّ واحد على متن جواده، أقبل قيس على صاحبه وأوصاه بخصائله الذي يعرفها من جواده، وأشار إليه يقول (من الرجز):
لا ترسلنّ له العنان كلّه ... وإن عراه عرق وهلّه
إمسح بساقيك وأحسن سلّه ... إنّك إن لم تنعشه تملّه
. . . حذيفة فعال قيس، فتشبّه به، ودنا من صاحبه وأوصاه بفرسه، وألقا إليه يقول (من الرجز):
لا ترسلنّ لها العنان كلّها ... وإن علاها عرق وبلّها
فامسح بساقيك وأحسن سلّها ... إنّك إن تعنّفها تملّها
قال: فتلعثم عنتر وتلوّى حتّى صرّ من تحته الأدم، وقال: سبق وحقّ