فوا أسفي على المقتول ظلما ... وقد أمسا طريحا في الفلات
ترى طير الأراك ينوح مثلي ... على أعلى الغصون المائلات
وهل يجد الحمام مثل وجدي ... إذا رميت بسهم من شتات
فيا يوم الرّهان فجعت فيه ... بشخص جاز حدّ الصّفات
فلا زال الصّباح عليك ليلا ... ووجه البدر مسودّ الجهات
ويا خيل السّباق سقيت سمّا ... مداف في المياه السّارحات
ولا زالت ظهورك مثقلات ... بأحمال الجبال الرّاسيات
فلمّا سمع حذيفة هذه الأبيات، بكى حتّى كاد يغمى عليه. وزادت به الأحزان والحسرات، وقال لزوجته: قري عينا، وطيبي قلبا! فإنّي قد جعلت على بني زهير الأرصاد والعيون، ولست بقانع منهم بمال، ولا نوق ولا جمال، ولا بدّ من أخذ ثأر ولدك من إحدى بني زهير، وإنّما هذا أمر