للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبياتا خارجة عن الحلّة لأجل الضّيفان. فما زالت كذلك حتّى طرق ديارها حاتم ونزل في تلك الأبيات. فوجد بها ثلاث نفر من شعراء الجاهليّة، وهم: زهير بن أبي سلما والنّابغة الذّبيانيّ وأوس النّبيتيّ، وهم قد أتوا لخطبتها. فلمّا استقرّ بهم المكان أتتهم جارية مبرقعة وسلّمت عليهم بلسان فصيح، وقالت: مولاتي تسألكم: هل لكم من حاجة غير القرا؟ فقال لها زهير: نعم يا مولّدة العرب، نحن ثلاث أتينا في خطبة سيّدة العرب، وهذا القادم ما نعلم هل هو على ما نحن فيه أم لا. فسألته الجارية، فقال: أمّا أنا فعابر سبيل، وإن قسم لي ذلك كنت على الخيار فيه.

قال فلمّا ردّت الجارية قول الأقوام، أنفذت لكلّ واحد منهم جزور، وقالت: ليتحكّم كلّ واحد في جزوره بما يريد. فوثب كلّ واحد من خباه ونحر جزوره وكشطه وعرّاه من جلده، وأضرم النار وجلس يصنع له صنيعا. وعلمت ماويّة بذلك، فتنكّرت وغيّرت حلاها، وأتت في زيّ سائلة. فأوّل ما وقعت بمضرب أوس النّبيتيّ، واستطعمته فأعاطها زور المبرك، وهو أخس ما في البعير، فأخذته وعدلت إلى النّابغة، فاستعطمته فأعطاها مبرك الفخذين، وهو أيضا خسيسا في البعير، ثمّ أتت إلى زهير