طويلة فلخّصتها، قال: فرفع يده من الطعام النّعمان، وقال: خبّثت والله يا غلام عليّ طعامي؛ ما رأيت كاليوم قطّ. فأقبل الربيع على النّعمان فقال: كذب والله ابن الحمقى، ولقد فعلت بأمّه كذا وكذا. فقال لبيد:
مثلك من فعل ذلك بربيبة حجره والقريبة من أهله. ثمّ قضى النّعمان حوائج الجعفريّين من وقته، وأصرفهم مكرّمين. ومضى الرّبيع إلى منزله وكتب إلى النّعمان يقول: إنّي قد علمت أنّه قد وقع في نفسك ما قاله ابن الحمقاء، وإنّي لست خارجا حتّى تبعث إليّ من يجرّدني فيعلم أنّي لست كما قال. فأرسل إليه النّعمان يقول: إنّك لست قادرا على ردّ ما زلّت به الألسن، فالحق بأهلك وخذ ما رسم (٣٣٣) لك، وكتب إليه يقول (من البسيط):
شرّد برحلك عنّي حيث شئت ولا ... تكثر عليّ ودع عنك الأباطيلا
قد قيل ذلك فإن حقّا وإن كذبا ... فما اعتذارك من شرّ إذا قيلا
وقال أبو عبيدة: لم يقل لبيد في الإسلام إلاّ بيتا واحدا (من البسيط):
ألحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتّى تسربلت للإسلام سربالا