للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث الثانى: أنّ حليمة بنت أبى ذؤيب (١) السعديّة وهى ظئر رسول الله صلّى الله عليه وسلم، والظئر هى المرضعة، قالت: قدم علينا قائف، تعنى رجلا متفرّسا، لا تخطئ فراسته، والقافة قوم بأعيانهم من بنى مدلج، يتوارثون القيافة، وإنّما سمّوا قافة لأنّهم يقفون الشبه الذى يتبعونه، وكانت العرب تقضى بأحكام القافة إذا ألحقوا رجلا بقوم أو نفوه عنهم عملوا على ما قالوه: والمشرّع حكم فى القضاء بقولهم فى قضيّة مخصوصة (٢) ليس هذا موضع ذكرها.

قالت حليمة: فانطلق الناس بأولادهم إلى ذلك القائف، فلمّا نظر القائف إلى النبىّ صلّى الله عليه وسلم أخذه فقبّله، ثم قال: ما ينبغى لهذا الغلام أن يكون فى بنى سعد، فقال له الحارث (٣): صدقت، وهو مسترضع فينا، وهو ابنى من الرضاعة، فقال القائف: ارددوه على أهله، فإنّ له شأنا عظيما، وستفترق فيه العرب، ثم تجتمع عليه.

ونحو ذلك ما روى من حديث جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه، قال:

خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو غلام يلعب، فرآه قوم من بنى مدلج، فرعوه بنظرهم ونظروا إلى قدميه، وفقده عبد المطّلب، فخرج فى طلبه حتى انتهى إليهم، ورسول الله صلّى الله عليه وسلم بين أيديهم وهم يتأمّلونه، فقالوا له: احتفظ به فما رأينا قدما