بثمنه إلى الشام، ومعه ابنه المؤلف. وفى دمشق عيّن مهمندارا، والمهمندار هو الذى يستقبل الرسل والضيوف الواردين ويدبر أمورهم ويعنى بهم. ثم أضيف إليه شدّ الدواوين. فقبل العمل الجديد على كره، حتى واتت الفرصة فتخلّص منه. وبقى مهمندارا إلى سنة ٧١٣ هـ، عند ما مات، وهو يقوم بمهمة رسمية. فقد كان يفتش القلاع، وفى جولته مرّ بوادى الزرقا، من الأردن، قاصدا قلعة عجلون. فوقع من فوق فرسه، ومات. فحمل إلى أذرعات بحوران، ودفن قريبا من أبيه وأمّه.
وتدلّ اللهجة التى يتحدث المؤلف بها عن أبيه على أنه كان ذا شأن، وأنه شارك فى أمور هامة سياسيّة، تتعلّق بالناصر محمد بن قلاوون، وأنه كان مهابا، وكان أمينا، فقيرا، خلف بعد وفاته الكثير من الديون.
أما مؤلفنا فالغموض يحيط بحياته. لا ندرى متى ولد، وقد ذكر أنه نشأ وربى بحارة الباطلية بالقاهرة. ولما انتقل أبوه إلى دمشق، ذهب معه، وظل فيها إلى سنة وفاته (٧١٣ هـ)، ولا ندرى إذا كان بقى بدمشق أم عاد إلى القاهرة، وكذلك لا ندرى إن كان انتسب إلى خدمة الحكومة أم ظل بطّالا منعزلا، لكننا نرجح أنه كان ذا صلة