في الحديث (نهى عن اشتمال الصماء) وهو أن يتجلل الرجل بثوبه ولا يرفع منه جانبًا، قال القتيبي: وإنما قيل لهما صماء لأنه إذا اشتمل به شد على يديه ورجليه المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق ولا صدع، وقد مر في كتاب الشين بأشبع من هذا القول.
في الحديث (كل ما أصميت ودع ما أنميت) معنى (كل ما أصميت ودع ما أنميت) يقول: إذا صدت بكلب أو غيره فمات وأنت تراه غير غائب عنك فكل منه، وهو مأخوذ من الصمتان وهو السرعة والخفة ومعنى (دع ما أنميت) أي: ما غاب عنك فلم تره فمات فلا تأكل منه لا تدري أمات بصيدك أم عرض له عرض آخر فقتله، يقال: نمت الرمية إذا مضت والسهم فيها ونميتها أنا.
[باب الصاد مع النون]
[(صنب)]
في الحديث (أهدى إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرنب بصنابها) أي: بصباغها.
ومنه حديث عمر (لو شئت لآمر، بصرائق وصناب) قال أبو عبيد: الصناب الخردل بالزيت.
[(صنبر)]
ومن رباعيه (أن قريشًا كانوا يقولون إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - صنبور) قال الأصمعي: الصنبور: النخلة تبقى منفردة، وتدق أسفلها.
وقال غيره: صنابير النخلة سعفات تنبت في جذع النخلة غير مستأرضة في الأرض، وهو المصنبر من النخل فهي تقلع منها، فأراد كفار قريش أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صنبور نبت في جذع نخلة، فإذا قلع انقطع يعني أنه لا عقب له، فإذا مات انقطع ذكره هذا هو القول الشافي.