قوله:{بهيمة الأنعام} الأنعام كلها بهائم، لأنها استبهمت عن الكلام، يقال استبهم الشيء: إذا استغلق.
وقال الأزهري: البهيمة في اللغة: معناها: المبهمة عن العقل والتمييز.
وفي الحديث:(يحشر الناس يوم القيامة عراةً حفاةً بهمًا) البهم: / واحدها بهيم وهو الذي لا يخلط لونه لون سواه. يقول: ليس فيهم شيء من الأعراض والعاهات، التي تكون في الدنيا، من العمى والعرج وغير ذلك، وإنما هي أجساد مصححة لخلود الأبد. والبهيم يوصف به الحيوان والليل.
وفي الحديث:(أن عليا كان إذا نزل به إحدى المبهمات كشفها) يريد مسألة معضلة شاقة، قيل لها: مبهمة؛ لأنها أبهمت عن البيان، فلم يجعل عليها دليل. ومنه قيل لما لا ينطق بهيمة.
وفي حديث ابن عباس، وسئل عن قوله:{وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} ولم يبين أدخل بها الابن أم لا؟ فقال ابن عباس (أبهموا ما أبهم الله) سمعت الأزهري يقول: رأيت كثيرًا من أهل العلم يذهبون بهذا إلى إبهام الأمر واستبهامه، وهو إشكاله، وهو غلط. فقوله:{حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله: {وبنات الأخ} هذا كله يسمى التحريم المبهم؛ لأنه