وفي حديث أبي هريرة:(حين سئل عن كلب الصيد، فقال: إذا وذمته وأرسلته وذكرت اسم الله عليه فكل) قال الأزهري: توزم الكلب أن يشدفى عنقه سير يعلم به أنه معلم مؤدب، والأصل فيه: الوذام وهي سيور تقد طولا واحدتها وذمة، وإنما أراد بتوذيمه أن لا يطلب الصيد بغير إرسال ولا تسمية.
في الحديث:(أريت الشيطان فوضعت يدي على وذمته) وهو السير الذي يكون في عنقه، يقال: وذمت الكلب والقرد إذا جعلت ذلك في أعناقها.
[باب الواو مع الراء]
[(ورب)]
في الحديث:(وإن بايعتهم واربوك) أي: خادعوك من الأرب، وهو الدهاء، وإن جعلته من التورب وهو الفساد فجائز يقال: عرق ورف.
[(ورث)]
في الحديث:(متعني بسمعي وبصري وأجعله الوارث مني) قال ابن شميل: أي أبقهما معي حتى أموت، وقال غيره: أراد بالسمع وعي ما يسمع والعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى.
وفي صفته جل وعز:(الوارث) وهو الباقي بعد فناء خلقه يجوز أن أراد بقاء السمع والبصر كما قاله ابن شميل وقوتهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانية فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى والباقين بعدها، ورد الهاء إلى الامتناع لذلك وحده فقال:(واجعله الوارث مني).