يكون منه الشيء من القدرة فيلقى من هو فوقه، وقوله تعالى:{وأنزلنا من المعصرات} أي سحابات ينعصر منها الماء، فإذا سار به السحاب إلى أن يمطر فقد أعصر، ومنه قيل للجارية إذا حاضت أو لما تحيض معصر، لأنعصار رحمها، ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما:(كان إذا قدم دحية لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه من حسنه) وروي عن ابن عباس: المعصرات الرياح فإذا فسرته هذا التفسير كان قوله من بمعنى الباء كأنه قال: وأنزلنا بالمعصرات ماء ثجاجا، وقوله تعالى:{والعصر} أي ورب العصر وهو الدهر والعصران الغداة والعشي والعصران أيضا الليل والنهار.
وقال الشاعر:
ولن يلبث الصعران يوم وليلة ... إذا طلبا أن يدركا ما تيمما.
وفي حديث أبي هريرة:(أن امرأة مرت به مطيبة ولذايلها عصر) قال أبو عبيد: أراد الغبار أنه أثار من سحبها الذيل وهو الإعصار، قال: وتكون العصرة من فوح الطيب فشبهه بما /تثير الريح من الأعاصير.
[(عصف)]
قوله عز وجل:{ريح عاصف} يقال: عصفت الريح وأعصفت فهي عاصف وعاصفة ومعصفة ومعصف كل يقال وذلك إذا اشتد هبوبها ومنه قوله تعالى: {فالعاصفات عصفا} ويقال: عصفت به إذا أهلكته قال الأعشي: