في تفسيره: إن بيننا صدرا تقيا من الغل والخداع والدعل، مطويا على الوفاء بالصلح، ومعنى المكفوفة: المشرجة المشدودة، والعرب تكنى عن القلوب والصدور بالعباب، وذلك أن الرجل يضع في عيبته حي ثيابه، شبهت الصدور بها لأنها مستودع السرائر، وقال بعض الشعراء:
وعادت عياب الود منا ومنكم ... وإن قبل أبناء العمية تصفر
أراد الصدور
ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (الأنصار كرشي وعيبتي) /أي خاصتي وموضع سري، وقال أبو بكر: أراد أن بيننا موادعة ومكافة تجريان مجرى المودة التي تكون بين المتصافيين اللذين يغشى بعضهم إلى بعض أسرارهم ويثقون بهم فيها.
[(عير)]
قوله تعالى:{أيتها العير} العير: الإبل والحمير التي تحمل عليها الأحمال، وأراد أصحاب العير، وهذا كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يا خيل الله اركبي) أراد يا أصحاب خيل الله اركبي وأنث أي، لأنه جعلها للعير وهي جماعة.
وفي الحديث:(كان يمر بالتمرة العائرة فما يمنعه من أخذها إلا مخافة أن تكون من الصدقة) يعني الساقطة لا يعرف لها مالك.
وفي حديث آخر:(مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين غنمين) يعني المترددة.